bouzahar si mahmoud الشهيد سي محمود بوزاهر 1907/1957
مستوصف ليانة - يقال شيّده من ماله الخاص الشهيد بوزاهر سي محمود |
سي محمود بوزاهر - سيدي حودة - هذا الرجل النشيط الخفيف الذي يهرول في مشيته والتي تناديه أهالي القرية جميعا ب سيدي حودة وكذا كل من عرفه في منطقتنا هذه المترامية بين زريبتين وخنقة ، من زاب بادس ينادونه ب سيدي حودة سواء أكان شيخا أو صبيا أو طفلا وكذا العجائزتناديه ب سيدي حودة الذهب .
كان كريما لحد التبذير مما أزعج بعض المقربين فلقبوه ب سي محلول ، وحدى ببعضهم أن يقيم عليه الحجر ظنا منهم أنه لسوف يفقر ويتحملون مسؤوليته ،.
هاهي ملامح الرجل بدأت تتجلى في مخيلتك سيدي القاريء الكريم ،إن واصلت سرد ما سمعت عنه وما رواه كل من عرفه إلا وإزددت إحساسا وشعورا بأن سيدي حودة هذا لم يماثله أحد من رجال قرية ليانة لعقود ،كان يكرم الناس والضيوف إلى حد التبذير ، حتى أصبح مضرب المثل : ( " يقلك كي سي محمود الكلب يأكل من يـــده )" كان يحنو على المستضعف فيناصره ويعينه إلى غاية أن يبتسم ،
ولك شهادة دكتور في الفيزياء - الأجسام الثقيلة - الصادق سنوسي حيث جاء على لسانه في مذكراته التي ينوي نشرها عن قريب جاء في وصف رجال قريتنا ، وعن سي محمود ما يلي :((...شخصية بارزة أخرى من "الجماعة "كانت شخصية المسمى بوزاهر سي محمود ،الذي أصبح ممرض القرية ،وبالنسبة إليّ فإن هذا الشخص هو اللطف مجسدا في صورة إنسان دون أن أتذكر شيئا بعينه فإنني أتخيّله وهو يوزع علينا الحلوى كان طيبا عطوفا قد كان سي محمود يقول لنا أيضا بألا نفعل هذا أو ذاك ناهرا لنا بلطف على خلاف سي الهادي الذي كان جافا صارما سي محمود كان يردف نصائحه بشروح مثل يتوجب أن تغسل يديك لأن النظافة شيء مهم أو كن ظريفا يا سي الصادق كان يتوجه بالسي التي تعني سيدي ،حتى للأطفال الصغار ،الذين تستشعرهم الكلمة بالغبطة وبأنهم ذو قيمة ،" أدخل يا سي الصادق إلى منزلك فأهلك قد يحتاجونك إليك " ولكن هذا لا يمنع أن الرجلين كانا دائما متلازمين ،كان سي محمود يبدي الإستعداد للتطوع والخدمة تجاه الجميع ،ولا سيما بعد أن بات ممرض القرية وقريتين قريبتين ، ..))
dr ;sadek senoussi |
سي محمود كان من المناضلين الأوائل بدوار واد العرب .كان يقوم بالتنسيق والإتصالات بين قرى الزاب من زريبة الواد إلى زريبة حامد معرجا على خنقة سيدي ناجي متصلا بقرية بادس وكذا قرية لقصر يحضر للثورة بمعية أولاءك الوطنيين الأحرار من أمثال : عون البكوش وجماعة موسي والرايس و كذا مع سي عبد المجيد جوادي و الشيخ عمر صالحي ....
كان يجمع الأسلحة بمسكنه (تحت التبن - في مخزن التبن ) ولما تأتي الدورية يرسله إلى جبال الأوراس .
ولما قامت ثورة التحرير المباركة كان وفيا بتزويدها بالمستلزمات الطبية ، لما يصله صندوق الدواء للمواطنين .يرجعه مع حافلة مكي أحسن ويملأه من جديد بماله الخاص مستغلا -le bon de livraison même لكي لا تكتشف الإدارة الإستعمارية أمره .كما شارك بفاعلية في جمع التبرعات وكذا تنقله الدائم لمخبأ به جندي مجروحا ليداويه . من الأمثلة على ذلك الضابط سي عبد المجيد علواني لما أصيب في عينه بمعركة قرب الولجة بواد العرب .قام برعايته سي محمود ومعالجته المستمرة . فالرجل ضحى بكل غالي ونفيس حتى بفلذات كبده حيث وهب إبنه للثورة يحكيها المجاهدون لك أن تسمع من حامدي هذه الشهادة الحية ..
ومن الأمثلة الصادقة ما يرويه نجله المناضل الصغير سي عبد القادر - المدعو : اسماعين ، (( كنت صغيرا يرسلني أبي على متن الدراجة الهوائية - بسكيلات -إلى المناضلين بزريبة حامد هاته التي تبعد زهاء 15 كلم عن قريتنا وسنّي لم يتجاوز14 سنة وذلك بعد أن يضع الرسالة داخل مقود الدراجة ويربط عليها جيّدا بالسبرادراء . فأصلها للمناضلين هناك ، وأعود أدراجي والخوف يكاد يقتلني . لو انكشف أمري .وكان الله خير حافظ . ))
سي محمود والمحتشد :
لما أحتدم الجهاد بهذه الجهة المباركة من الوطن العزيز أحضرت فرنسا لليانة قوات اللفيف الأجنبي مباشرة بعد دخوله من المغرب 1956 ما حلت بداية 1958 نزل هنا division .لأهمية الجهة الإستراتجية . قربها من الأوراس - وأوراس النمامشة .إذ حلّ بجارتنا على بعد حوالي 70 كلم a vole de oiseaux قرية فركان بحكم قربها من الحدود التونسية deuxième division لك أن تتصور ما عانته الجهة من تنكيل وبطش .
قررت فرنسا خنق الثورة لما عزمت على اقامة المحتشدات ، فهاعلى بعد 3كلم بادس قرية مجاهدة وعلى بعد 1.5 كلم قرية لقصر الصغيرة المجاهدة تفاجئت الأهالي ذات سنة 1957 والصيف يزحف بحره الشديد على مخلوقاته، بان ساقهم جنود المستعمر نحو ليانة ليجمعهم قرب الثكنة ويسيج عليهم ويسكنهم في خيام بدأت تضرب الواحدة تلوى الأخرى كان يوم مشؤوما على المواطن أين يأوي معزاته الحلوب وحماره وفرسه يا للهول ،
في هذا الجوالمهيب والناس في حيرة من أمرها ومن هذا الذي ينتظرها من عناء داخل خيام وأسلاك شائكة تحيط بهم وتقيد لمحال حريتهم في الدخول والخروج من المحتشد ، إنها حقا خنقا للثورة ، انتهجه المستعمر وتنكيلا بالساكنة ..
في هذا الخضم تقدم سي محمود من الضباط لينتزع منهم ترخيصا ليتصرف في إواء هؤلاء وانقاذهم من جحيم المحتشد . لما توصل بعد حوار مطول معهم ، ومما قيل عنه أن الضابط قال له بالحرف الواحد :(( أن ستسكنهم ولأهل ليانة كل واحد منزل واحد ؟. ))
(??,chacun sa maison ou tu doit les maîtres).إنتزع سي محمود موافقة . فنادى في الناس أتبعوني أتبعوني ..إلى داخل القرية لأسكنكم معنا في ديارنا ، فجاءت من وراءه الجموع والفرحة تملء قلوبهم راح يدخل كل عائلة أو عائلتين في دار من بيوت أهل القرية ، فما كان مساء ذلك اليوم المشهود حتى بات الجميع في عزة وكرامة مع إخوانهم -أسوة بالمهاجرين والأنصار - فتمّ ضيافة الجميع وتعاشروا في الله إلى أن بزغ فجر الإستقلال دون أن تسجل أية حادثة مادية أو أخلاقية ، فنعم العشرة والعشير ،
وهاهو المستعمر يصفي سي محمود تحت طائل من التعذيب بثكنة زريبة الوادي ، استشهد الرجل بعده استشهدت ليانة ، خاف الناس ، فمنهم من هاجر إلى بسكرة ومنهم من سقط شهيدا بعد شهر واحد من ضمنهم أخيه سي محمد الطيب ، ضمن قافة 12 عشر شهيدا في ليلة 11/06/1957 ، ازداد الخوف بين الساكنة من الدسائس التي ظهرت - والتنكيل المسلط عليهم ، فهاجرت عدّة عائلات ، ومن ذلك اليوم وليانة تفرغ وتتراجع إلى اليوم .
إحياء ذكرى استشهاد سي محمود وأخيه سي محمد الطيب
كان يجمع الأسلحة بمسكنه (تحت التبن - في مخزن التبن ) ولما تأتي الدورية يرسله إلى جبال الأوراس .
ولما قامت ثورة التحرير المباركة كان وفيا بتزويدها بالمستلزمات الطبية ، لما يصله صندوق الدواء للمواطنين .يرجعه مع حافلة مكي أحسن ويملأه من جديد بماله الخاص مستغلا -le bon de livraison même لكي لا تكتشف الإدارة الإستعمارية أمره .كما شارك بفاعلية في جمع التبرعات وكذا تنقله الدائم لمخبأ به جندي مجروحا ليداويه . من الأمثلة على ذلك الضابط سي عبد المجيد علواني لما أصيب في عينه بمعركة قرب الولجة بواد العرب .قام برعايته سي محمود ومعالجته المستمرة . فالرجل ضحى بكل غالي ونفيس حتى بفلذات كبده حيث وهب إبنه للثورة يحكيها المجاهدون لك أن تسمع من حامدي هذه الشهادة الحية ..
ومن الأمثلة الصادقة ما يرويه نجله المناضل الصغير سي عبد القادر - المدعو : اسماعين ، (( كنت صغيرا يرسلني أبي على متن الدراجة الهوائية - بسكيلات -إلى المناضلين بزريبة حامد هاته التي تبعد زهاء 15 كلم عن قريتنا وسنّي لم يتجاوز14 سنة وذلك بعد أن يضع الرسالة داخل مقود الدراجة ويربط عليها جيّدا بالسبرادراء . فأصلها للمناضلين هناك ، وأعود أدراجي والخوف يكاد يقتلني . لو انكشف أمري .وكان الله خير حافظ . ))
هنا بالقرب من الكا - الثكنة - عزمت فرنسا على اقامة محتشدا سنة 1957 لأهالي قرية بادس ولقصر لخنق الثورة المجيدة |
لما أحتدم الجهاد بهذه الجهة المباركة من الوطن العزيز أحضرت فرنسا لليانة قوات اللفيف الأجنبي مباشرة بعد دخوله من المغرب 1956 ما حلت بداية 1958 نزل هنا division .لأهمية الجهة الإستراتجية . قربها من الأوراس - وأوراس النمامشة .إذ حلّ بجارتنا على بعد حوالي 70 كلم a vole de oiseaux قرية فركان بحكم قربها من الحدود التونسية deuxième division لك أن تتصور ما عانته الجهة من تنكيل وبطش .
قررت فرنسا خنق الثورة لما عزمت على اقامة المحتشدات ، فهاعلى بعد 3كلم بادس قرية مجاهدة وعلى بعد 1.5 كلم قرية لقصر الصغيرة المجاهدة تفاجئت الأهالي ذات سنة 1957 والصيف يزحف بحره الشديد على مخلوقاته، بان ساقهم جنود المستعمر نحو ليانة ليجمعهم قرب الثكنة ويسيج عليهم ويسكنهم في خيام بدأت تضرب الواحدة تلوى الأخرى كان يوم مشؤوما على المواطن أين يأوي معزاته الحلوب وحماره وفرسه يا للهول ،
في هذا الجوالمهيب والناس في حيرة من أمرها ومن هذا الذي ينتظرها من عناء داخل خيام وأسلاك شائكة تحيط بهم وتقيد لمحال حريتهم في الدخول والخروج من المحتشد ، إنها حقا خنقا للثورة ، انتهجه المستعمر وتنكيلا بالساكنة ..
في هذا الخضم تقدم سي محمود من الضباط لينتزع منهم ترخيصا ليتصرف في إواء هؤلاء وانقاذهم من جحيم المحتشد . لما توصل بعد حوار مطول معهم ، ومما قيل عنه أن الضابط قال له بالحرف الواحد :(( أن ستسكنهم ولأهل ليانة كل واحد منزل واحد ؟. ))
(??,chacun sa maison ou tu doit les maîtres).إنتزع سي محمود موافقة . فنادى في الناس أتبعوني أتبعوني ..إلى داخل القرية لأسكنكم معنا في ديارنا ، فجاءت من وراءه الجموع والفرحة تملء قلوبهم راح يدخل كل عائلة أو عائلتين في دار من بيوت أهل القرية ، فما كان مساء ذلك اليوم المشهود حتى بات الجميع في عزة وكرامة مع إخوانهم -أسوة بالمهاجرين والأنصار - فتمّ ضيافة الجميع وتعاشروا في الله إلى أن بزغ فجر الإستقلال دون أن تسجل أية حادثة مادية أو أخلاقية ، فنعم العشرة والعشير ،
وهاهو المستعمر يصفي سي محمود تحت طائل من التعذيب بثكنة زريبة الوادي ، استشهد الرجل بعده استشهدت ليانة ، خاف الناس ، فمنهم من هاجر إلى بسكرة ومنهم من سقط شهيدا بعد شهر واحد من ضمنهم أخيه سي محمد الطيب ، ضمن قافة 12 عشر شهيدا في ليلة 11/06/1957 ، ازداد الخوف بين الساكنة من الدسائس التي ظهرت - والتنكيل المسلط عليهم ، فهاجرت عدّة عائلات ، ومن ذلك اليوم وليانة تفرغ وتتراجع إلى اليوم .
أقامت دائرة زريبة الوادي في عطلة الربيع لسنة 2013 حفلا كبيرا نظمت فيه لقاءات رياضية ولقاءات مع المجاهدين من عايش الثورة بالمنطقة لتوصيل أثاره النضالية للأجيال والتنويه بخصاله الحميدة والتعريف به كرمز من رموز منطقة واد العرب وإن جاءت هذه الإلتفاتة متأخرة إلا أنها طيبة حضرها جمع غفير من المواطنين والأهالي وبخاصة الشباب.لك جانب منها
تعليقات