الشيخ محمد السعيد الزاهري شاعر الجزائر المليّ الكبير .والكاتب بليغ البيان
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ( الزاهري 1من اليسار مع الطيب العقبي 2 والشيخ خير الدين 3 واقفون) |
إلى روح القتيل
هل أجلوك.....؟ هل عّرفوك ؟أأنصفوك....؟
يا من بأدراج الجامعات خزّنوك ،يا من من المناهج أسقطوك
يا من عن الأجيال غرّبوك ،يا من على رفوف المكتبات حرموك
لما طمسوك لما تناسوك ، فأنت من رفعت شعارا على جرائدك :
"الجزائر للجزائريين )) فكادوا يخونوك .
فأنت من دعوت جهارا" اسلامكم في حاجة الى دعاية و تبشير"
فراح من يندبوك ،فأنت من نصّبكأمير البيان سلطاناليراع
فأنت من لقبك ابن باديس بالقلم اللاذع
فراح الإخوان يلدغوك .
أنت أنصفت أبو الحركة ،فخوّنوك فمصلوك
أنت من عن الأجيال ستروك- حجبوك
أزهرت أيها الزاهري
على البائد ذات يوم .
فكفروك ، ونسوك ،وتناسوا تأتي أجيالفينقذوك
- وعلى سجلالتاريخ ويثقوك
يا من أنت من سلالة العلم و الأدبأرضعوك.
في مرابع الإفتاء و القضاءمن عهد بني حماد ،أفطموك .
بليانة لفوك بالتحدي،بالإيمان زودوك .
عند بن تيمية في ركحالزيتونة صقلوك
بالتطويع العالمية سلحوك .
أصدعت على منابر جريدةالبرق كالبرق
تضيئيسبل الأجيال، يا منبالأغواط عرفوك
تدرس - تدعو – تهذبالنفوس .
فيا من حاجت الجواهري
فيوحدانية مالك الملوك .
يا من ودعت الأمير خالد إلى منفاهلوحدك
على أرصفة الخضراءبقصيد مطلعه
" ها نجم الجزائر للأفول صوبا.
لا تعرفك الناشئةفي بلاد الشهيد و الكميد .
بوزاهر
شعيب الزاهري
عنابة في:06/06/2012
المولدو
النشأة
الزاهري هو : محمد السعيد بن البشير بن
علي بن لخضر بن محمد بناجي بوزاهر
(زاهري )
أمه نجمة بنت علي الشريف بن محمد الصغير بن
أحمد بن لخضر فأمه ابنة عم أبي, ولد
بليانة وهذا لا خلاف فيه أمّا سنة الميلاد 1303 هجري الموافق ل 1899م فقد تضاربت بها الآراء فمنهم من قال1900م أمّا شهادة ميلاده فتشير الى 1901,وفيهم من ردّه إلى
1897 والملاحظ انّ ضبط المواليد في تلك الحقبة لم يكن صادقا دقيقا وخاصة اذا علمنا
أن التسجيلات بالحالة المدنية تمّ على مستوى بلدية زريبة الواد في 1936. فجميع
الأهالي سجلوا تقريبيا ,على سبيل المثال ( الزاهري في 1936 كان عمره تقريبا 35
سنة), والأرجح والثابت أن الزاهري ولد سنة 1899.
الزاهري تربا يتيما في أحضان جدّه الشيخ سي علي
بناجي هذا العلامة الجليل الورع الزاهد المتصوف قاضي قضاة الزاب الشرقي والذي
تنعته جميع المراجع( بالأستاذ).
تعلّمه وتحصييله للمعارف:
إنّ محمد السعيد بوزاهر (الزاهري)رغم اليتم
يعدّ من المحظوظين في صباه فلقد ولد في بلدة ليانة تلك البيئة الطيبة والتي تعد مهدا
ومرتعا للعلم والآداب والفقه اكنت في صغري أسأل أميعن مسائل
كثيرة في الكون ومكونهوكانت تجيبنا كما تفهم ،فإن سألتها على ما ليس لها به علما
أسكتتني كرها فأفر إلى جدتي لأمي أسالها على مسائل فأجدها أرفق بي لأنها لم تكن
مسؤولة عن تربيتي، وبلغ خبري إلى مسامع الأستاذ الشيخ عليبناجي الزاهري فخف غبطة
وارتياحا وأنشد :
وإذا ما رأيت من
الهلال بدوه ***** أيقن بأن سيصير بدرا كاملا
وأمر بإحضاري بين يديه فكان
يأمرني بكل لين أن أسأله عما يخطر ببالي فيجيبني بما يملأ صدري يقينا وإيمانا :
نظف عقلي من تلك الخرافات التي أحسب أن المسلم لا يعقد إسلامه ما لم يعقد فؤاده
على صحتها ،وأحسب أنها دين من لم يدن لله بها، فقد خسر الدنيا والآخرة بغضب الله
))والشريعة
و القضاء من عهد بني بسكرة و
وحيث
كانت بلدتنا احدى المنارات بمنطقة الزيبان و الصحراء , والتي بذرت فيه الطموح
والتحدي اللذان ميّزاه في رحلته الطلابية والنضالية, اذ من ثديها المدرار
تشرب لبن الروح الوطنيةو حب القرآن الكريم والإسلام الحنيف.ومن بعد ما تزود بشيء من علوم الدين وحفظ
القرآن الكريم على يد عمّه الشيخ سيدي عبد الرحيم الزاهري.أنتقل الى فسنطينة وقام
بالجامع الأخضر اليسير، زهاء السنة نهل العلوموالمعارف خلال حلقات الدروس الباديسية،
بعد أربعة عشرة شهر قضاها هناك رجع إلى مسقط
رأسه ليانة .وذلك بعد أن ضاق ذرعا من معاملة الإمام الفاضل عبدالحميد بن باديس حسب
ما جاء عنه : "ثمّ ارتحلت الى قسنطينة أقرأ على الأستاذ الكبير عبد الحميد بن
باديس .أقمت عنده بمدرسته .......
و في سنة 1917سافر الى تونسوحط الرحال عند جامعها الأعظم
(الزيتونة) ,فانتسب له لروي ظمأه للعلم ، فراح يغرف من سلسبيل ينبوعه
المتفجر في خضم النهضة العربية، فزاحم رواده إلى أن نضج فكريا من خلال حلقات الدروس القيمة, والنوادي
الليلية والتي قال عنها حين بعث لأستاذه معاوية التميمي بقصيدة الوداع :
معاوي لا أنسى طرائفك التي *** إذا ذكرتها النفس
هاجت بلابلي
ولم أنس ما قد كان بيني وبينكم *** بناد بأصحاب
الكيّاسة ءاهل
مساميح غرّ لا يمل حديثهم *** فما فيهم من طائش
الرأي قائل
اجتاز في شهر جويلية سنة 1924 امتحان ليحصل على أعلى شهادات جامع الزيتون وهي شهادة
(التطويع العالمية). والتي قلّما ينالها الطلاب ، فقفل راجعا لوطنه الجزائر.الزاهري
وهو طالب علم بتونس كان منشغلا بهموم بلاده فالوحيد الذي ودّع الأمير خالد إلى
منفاه حين ركب السفينة نحو الإسكندرية
بقصيدة عنوانها: (( الزعيم الجزائري )) مما جاء فيها :
كذلك ذو
الإقدام كان بشعبه إلى **** الفجر يطوي سبسبا ثمّ سبسبا
ألا في ذمام الله يا خير مرشد **** إلى حيث جثم الفخار
وطنّبا
لئن كنت في أفق الجزائر كوكبا **** لقد لحت بالإسكندرية كوكبا
لعمري لقد خلفت فينا مآثر **** يعزّ علينا أن نضيّعها هبا
وعلمت نشئا كيف يسعى إلى العلا**** فأمسى على طريق المعالي مدربا
الى ان قال :
تركت ورائي في الجزائر
من اذا *** تذكرتهم زاد الفؤاد تلهبا
وما ضرني شيء سوى انني
أرى *** هلال بلادي للأفول تصوبا
ما بين الأمير معارفا وما بين *** من لم يدخل الدهر مكتبا
بعد أن تخرج الزاهري وحصل على أعلى الشهادات
تأبطها سلاحا يذود به عن بلاده المستضعفة المستهانة. بعد ما لم يجد بدا في البقاء
هناك،قفل راجعا ليجاهد الاستعمار والجهل والبدع حيث تحدوه إرادة قوية في النهوض
بالإصلاح والتربية والتعليم ونشر العلم. فلم يبخل برزقه، بجهده بفكره، بقلمه في
دفع عجلة النهضة إلى الأمام ، ولولا ثقة رائد النهضة الشيخ عبد الحميد بن باديس في
إخلاصه، وفي كفاءته لما ولاه عمالة وهران حيث الغرب الجزائري ابتلي بالتمسيح و
التمسيخ بقدر أكبر من المناطق الأخرى من الوطن, إن الرجل قد ناضل بجرأة بإستماة
الأبطال، حيث رابط في سبيل الدعوة الإصلاحية، فأسس الجرائد العديدة ، ترأس تحرير
جرائد رائد النهضة الشيخ عبدالحميد بن باديس، جريدة الصراط السوي–والشريعة- والسنة
بمعية الشيخ الفاضل الطيب العقبي . إن أول جرائده و التي أسسها سنة 1925 عنونها
بالجزائر
وكانت ذات شعار جريء قلما يستطيع أن يصدع به
أحد في تلك الفترة من الحصار الاستعماري الشرس من الملاحقات والتضييق والتنكيل
بأصحاب الرأي والقلم وصلت حتى النفي من الوطن، فقاله الزاهري: (( الجزائر للجزائريين ))
هذه
الجزائر التي أحبها إلى درجة الثمالة وقصيدته التالية أعمق صدق على ذلك :
ويلاه. أذهل خاطري عما
بي
ما بالجزائر من اليوم
عذاب
فنسيت من بؤس الجزائر كل ما
ألقاه في الدنيا من
الأتعاب
وفنيت في حب الجزائر. مثلما
يفني المحب الحق في
الأحباب
كيف الخلاص من الجزائر بعد ما
ملكت علي مشاعري
وصوابي
فإذا ضحكت فللجزائر ، أو نحبت
فلم يكن ألا لها
تناحبي
أو أبت يوما أو ذهبت ، ففي
الجزائر مذهبي أبدا
لها ومئابي
مهما تأذى في الجزائر مسلم
ألا توفر من أذاه
منابي
وإذا أصاب بني الجزائر حادث
فهناك عظم بليتي
ومصابي
ويلذ لي من بعد ذلك أن يطو
ل على الجزائر
في" الحساب "، حسابي
الزاهري
ورحلة الصحافة
اتخذ
الزاهري الصحافة منبرا يطل من فوقه على القضايا الوطنية والعربية ، إطلالة المصلح
والداعية الإسلامي المتأصل فكتب في جل المجلات والجرائد المغربية والمشرقية مناقشا
ومحللا ومفندا ومناظرا في أشيك المسائل العقائدية والثقافية , إذ اتخذ الزاهريمن الصحافة درعا حارب من
خلالها البدع والفتن بأسلوب قصصي شّيق وبلاغة لغوية نادرا ما تطوعت لشاعر مثله ،فأعتبر ابداعه انعطافة مميزة في تاريخ الصحافة الوطنية وكذا الحركة الإصلاحية فكان رائد للصحافة بلا منازع فحين عاد من تونس الشقيقة أسس أولى
جرائده – الجزائر ليدافع
عن أحوال أمته الراضخة لمستعمر استيطانيا جثم على صدرها لعقود طويلة ، فراح ينير
درب الأجيال لتنتقض في وجهالمستعمرويستفيق من سبات الغفلة وظلمة الجهل وينادي بصوت
واحد
–
(الجزائر للجزائريين )– هذا الشعارالذي ما تجرأ أحد في تلك الفترة ولو بالهمس به
بينه وبينهافرفعه على أولى صفحات جريدته التي أسسها و سمّها الجزائر فكان
علقما في حلق المستعمر لم يستسغه ، فراح يترصدها لتعطيلها بعد العدد الثالث.
قال عنها رائد
النهضة الإمام ابن باديس :"جلا علينا
العدد الاول منها فوجدنا لها مقالات بليغة في متانة تعبير وسمو فكر و نبالة مقصد
وثقة ببلوغ الغاية وجدير بها اذا كان السعيد واضعها ان يكون السعد طالعها" . كما استقبلتها الساكنة بفرح استحسنها
المثقفون ومدح بعضهم هذه الجريدة ونوّها بصاحبها الشيخ السعيد الزاهري فجاء على
لسان الأديب الشيخ اللقاني بن السائح ما يلى :
حسبي وحسبك أن نرى *** زمن التأخر في نفاد
ونرى(( الجزائر)) يمّمت *** بحر المعارف بازدياد
ونرى((الجرائد ))أطفأت *** نار القطيعة و البعاد
ويسترسل مبشرا بجريدة الجزائر للزاهري فيقول :
هذه (( الجزائر ))أقبلت *** فبها المؤل والمراد
تعطيك كل فضيلة *** وتريك عاقبة الفساد
وتربي نشأتك التي *** عنها المعول والعماد
قم حيّها طربا وقل *** تحيا ((الجزائر )) والبلاد
إلى أن يقول منوها بصاحبها بأبيات في منتهى الروعة :
حيّ منظم عقدهم *** ربّ اليراعة والزناد
(( الزاهري محمدا )) *** من قد أفاد كما استفاد
شهم تجافى الضّيم لا *** ينفك دوما في جهاد
فإذا تكلّم خلته *** (( قيس بن ساعدة الإياد )
الزاهري
لم يستكن ولم تحبط عزائمه فراح في غضون سنتين يصدر الجريدة تلوى الأخرى
فها هي الثانية تظهر باسم الـــــبــــــــرق
الـــــبــــــــرق
:
بعد سنتين من خنق الجزائر، ها هو الزاهري يعاود الكرة بإصدار جريدة تحمل اسم
"البرق" صدر العدد الأول منها في 07 مارس 1927 اضطر إلى طبعها في تونس
بداية من العدد السابع عشر صدر منه 23 عددا. كان الزاهري يوقع باسم
مستعار باسم "تأبط شرا" بعد ان غير المنهجية والإستراتيجية بعد درس الجزائر. فأرخت لمرحلة دقيقة من مراحل
النهضة الجزائرية ، كما كانت منذ أن صدرت تعتني بالشعر و النثر لا يمكن أن يستغني
عنه الدارسون للأدب الجزائري ، وهي ما تزال في عمر الزهور إذ لم يسحب
منها أكثر من 23 عددا. حتى عطلتها الحكومة العامة
.
الوفـــــــــــــــا
ق:
تعدّثالثة جرائد الزاهري تصدر أسبوعيا بعاصمة الغرب مدينة وهران لربما جاءت لتغطي
الفراغ الذي حدث بتعطيل جريدة ( الشعب ), فطلعت هذه الجريدة بحمد الله في 23
مارس 1938 .وذلك لما يدركه الزاهري من أهمية للصحافة في تنوير أبناء بلاده، فراح يحرر
معظم فصولها بنفسه و جعلها لسان حال كتلة الجمعيات الاسلامية بالغرب الجزائري،
اهتمت الوفاق بالسياسة الخارجية لان صدورها تزامن مع إرهاصات الحرب العالمية
الثانية ، توقف نشاطها في 30/07/1940 .
عصا موسى : ظهرت
في الخمسينات جاءت كرد فعل على جريدة الشروق للأستاذ احمد رضا حوحو حيث ناصرت
الشيخ الطيب العقبي بعد خلافه مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و استقالته من
مجلسها الإداري لقد هاجمت الأستاذ احمد رضا حوحو و بالأخص انتقدت جمعية العلماء و
الشيخ البشير الإبراهيمي رغم أنألزاهري تخفي وراء السيد مبارك عبد القادر ورغم إنها
جاءت نقدية ذات أسلوبفاكهي يحررها الشباب، و من ثم قد أزعجت الخصوم .
المغرب
العربي : راح ألزاهري هذه المرة يتحدى المستعمر بإصدار جريدته
المغرب العربي 1947 و ذلك بعد أن انخرط في صفوف حرب الشعب فكانت تصدع في وجه
المستعمر للمطالبة بوحدة هذا الوطن الكبير، توقفت ثمّ عودت في 1956 تحت نفس
العنوان: ( المغرب العربي الكبير ) و قد بقيت تنشط الى غاية 1956 .
الزاهري معلما مقداما و داعية كبير
:
الشيخ محمد السعيد الزاهري يعد من ابرز رجالات الإصلاح في المغرب العربي الكبير ذا علم غزير وأفكار
نيرة ساهم في محاربة فساد العقيدة والوقوف في وجه الطرقيين واعتبرهم مبدعين ضالين.
فالزاهري
عرف بالقتيل لدى الأدباء والمثقفين، اغتيل الرجل في19 ماي من سنة 1956 وبقيت أفكاره وقصائده الإصلاحية و الدعوية و
النضالية صالحة مسايرة حتى اليوم من الافيه الثالثة لك هذا القصيد والذي جاء بعنوان :
(( ليتني ما قرأت حرفا ))
واذ
اشترط صاحبه الزاهري على رائد النهضة الشيخ عبد الحميد بن باديس إذا لا ينشره
بجريدة (الشهاب ) يومئذ أن يرجعه كما هو. إلا أن اعترافا من الشيخ بن باديس لصدق
أعمال الزاهري وتضحياته الجسام المبذولة للنهوض بالجيل وإصلاح ما أفسده المستعمر
وأذنابه نشر القصيدة بعد أن قدمها للقراء بنفسه:((ولما كانت هذه القصيدة البليغة ،
تصف الجزائر صفة صادقة من وجهة عامة لا تخص بلدا دون بلد، ولا قسما دون قسم، ولا
قوما دون قوم . بادرناإلى نشرها شاكرين))
لك
ابيات من القصيدة وهذا مطلعها : ((ليتني ما فرأت حرفا ))
من
يعش بالعلوم عمرا سعيدا
أو
يذق بالعلوم طعـم النعيـم
فأنا
لم أزل أكابد في العلم صنو
فا، من الشقـــاء الأليــم
قد
تغربت أطلب العلـــم من
قبل
ولاقيت فيه أقسى الهموم
وتغربت
أنشر العلم في قــو
مي، فلم يأبهوا بنشر العلـوم
لم
أجد في الشقاء من هو أشقى
بحياة
من (عالــم) محـروم
لا
و لا في متاعب الدهر صعبا
مثل نشر العلوم بين العمــوم
الي ان يقول الزاهري
لينني
ما قرأت حرفا ولا أعرف
فرقا ما بين ،( كاف وجيـم )
فلعلي
أذن مع الجهل أحظى
بهناء خفض ، وعيش رخيم
كم
رأينا من ناعم البال ، لا يفضل
لولا الشكيم ، ذات الشكيـم
ورأينا
من عالم عبقري
قد قضى العمر في العذاب المقيم
أسفي.
قد شقيت عمري بالعلم
الى
قوله =
أنا
لولا التقى ، دعوت إلى الجهل
جهارا
بشعري المنظـوم
غير
أن البلاد في حالة يرثى
لها كل مشفق ورحيـم
من
شقاء، إلى هوان ، ومن فقر
وجهل
، إلى مصاب جسيم
وهي
من بعد ، لا تحس بما حاق
بها
اليوم من بلاء جسيم
لا
، فلا بد أوفي ما
للعلم من واجب ، ومن محتوم
فعسى
الشعب ، أن ذهبنا ضحا
ياه-
يقينا – يحظى بأمر مروم
وعسى
الله ، أن يرد علينا
كال ما كان في الزمان القديــم
جريدة الشهاب 07/02/1931
ما انفك الزاهري يوظف قلمه السيّال لنشر العلوم بين العموم
فكان معلما حذقا اقتحم حقل التعليم لما يرى له من تأثير على الناشئة فشمر غير آبه
بما سيلاقيه من متاعب ففي صحراءنا الشاسعة اتجه صوب مدينة الأغواط 1926 ليؤسس بها
أول مدرسة (الشبيبة القرآنية.) إلاّ أن عراقيل جمّ حالت دون اتمام هذه النافلة ,
فبعد ستة أشهر فخلفه رفيق الدراسة الأستاذ مبارك الميلي , لم يهدأ له بال حين عاد الى بسكرة وراح ينشط في
التربية فحضر لمشروع مدرسة التربية
والتعليم مع اخوانه، كما عمل في حقل التربية والتعليم في كل من تلمسان ، و
وهران ، والعاصمة. قطع الزّاهري الطريق
على الذين يخوضون في الدين بغير علم ليضلوا به عن سبيل الله، حيث وضع التالي : «
لا يهم أن يتكلم أحد بما يدخل في منطقة معلوماته، وإنما المؤلم أن يحسب أن الشرع
مائدة الفلاسفة، وهو لا يفهم منه إلا ما يفهم الرضيع من مص أصبعه ثم هو يمد يده
إليه فيتناول تارة إحكاما هي محل اتفاق بين علماء المسلمين، ويجعلها نقطة النزاع
وأوانه يعمد إلى آية فيقتصر من تفسيرها على ما يوافق هواه، ويعرض عما قاله العلماء
في أمثالها ثم يحكم نفسه في عقول الرجال ».
يؤكد الزّاهري على أن نجاح عملية الإصلاح مرهون
بالمصلح في حدّ ذاته، فعلى المصلح أو من يهتم بالمصلحة العامة، أن يختلط بجميع
شرائح المجتمع، حتى يتمكن من جسّ الجسم الاجتماعي، كي يتسنى له وصف الدواء اللازم
لكل داء حتى تتم معالجته.
انتقد الزّاهري وغيره من علماء الجزائر الإسلام الطرقي، ووضعوه
في خانة البدعة والضلال والابتعاد عن سنة الرسول rفالزّاهري
يرى بأن الطرقية" أصلها بدعة وضلال"، والطرقيون مهما كانوا على سنة
ثابتة وبررة أخيارا فإنهم « ماداموا طرقيين فهم مبتدعون من هذه الناحية، فالشرط
الأساسي للمؤمن السني أن لا يؤمن بخرافة ولا طريق... ».
أثار الزاهري : هو الأخر لم يطبع له من انتاجه النثري والشعري
ما عدا كتيب عبارة عن مقالات كانت تزدان بها صفحات جريدة الفتح المصرية نشرت له
على الصفحات الأولى ثمّ جمعهم فضيلة
الداعية محي الدين الخطيب وطبعهم لما لمس من أهمية دعوية قيّمة .له أيضا عدّ
مخطوطات بدار الكتاب لاندري مازالت أم ضاعت : 1 حاضر تلمسان 2 بين النخيل والرمل 3 حديث خرافة 4.شؤون وشجون ....ونسأل
الله أن يغمده برحمته الواسعة .
تعليقات