الشيخ الفاضل مولود الزريبي

الشيخ الفاضل مولود الزريبي
     ها هي منطقة واد العرب التي تضمّ زريبة الوادي - وزريبة  حامد وبادس والقصر والفيض وليانة وخنقة سيدي ناجي ما توقفت يوما عن الإنجاب ، فأنجبت النخب من الأساتذة والعلماء والشعراء على الدوام منذ عهود سلفت وهي مشتلة للرجال الأبطال من مجاهدين ومقاومين للإستدمار فكانت معبرا للحجيج – و للمقاومين –و مخزنا لأسلحة ثورة نوفمبر . فهذه المنطقة المترامية بين زريبتين وخنقة لسيدي ناجي  شاركت وتشارك على الدوام أبناء الوطن في كل المحن .
        فبزريبة الوادي القرية العريقة الرابضة على ضفة واد العرب ، والتي تعدّ ملتقى الوديان التي تزود مزارعها الخصبة بمياه الأمطار ، عند شمالها يلتقي واد قشطان مع واد العرب وهما في سلم وسلام ماداما جافين وإن صادف وحملا المياه في نفس اللحظة هنا تقول العوام :(( ينشب بينهما صراع، ترتفع فيه أمواجهما إلى عنان السماء ويظلان في عراك مهول ، فتسارع الأهالي إلى فضّه وذلك بتقديم سردوك – ديك – قربانا بعد ذبحه ورميه عند رأسيهما )) .
زريبة الوادي
تبعد عن عروس الزيبان بسكرة ب 80 كلم .من الناحية الشرقية هذه البلدة عرفت ميلاد أحد أبناء الجزائر البررة العلامة المصلح الداعية  الداعي إلى تربية الأجيال على سبيل الهدي الرباني والطريق السوي .
         ألا وهو الشيخ مولود بن محمد بن عمرصالحي -الجزائري- ولد بالتقريب سنة 1895 وذلك مفترضا من خلال ما أشار إليه صاحب كتاب شعراء الجزائر حين حدد عمره ب31 سنة لمّا وافته المنية سنة 1925 ببوفاريك .رحمه الله وجزاه عن إخلاصه لبلده ودينه الجنة .
     أما عن ميلاده  فإن الأستاذعبد الحليم الصيد يرده إلى سنة 1887 إذ يناقض ما أ ورده الأستاذ عادل أنويهض حيث حدد سنة ميلاد مترجمنا إلى 1897 . أمّا أنا شعيب الزاهري الأتي : عثرت مرة على بحث للأستاذ سي الهادي الحسيني نشره في 2006 تقريبا في جريدة الشروق تحدث فيه عن  ((- جريدة العروى الوثقى لمحمد عبدو والأفغاني فقال :كانت تدخل للجزائر بأعداد تعد على الأصابع وتصل إلى الأساتذة :فلان وفلان ذكر - خوجة - والأستاذ سي علي بناجي الزاهري ( جد الأديب القتيل : محمد السعيد الزاهري) - وسي علي بن العابد  الزاهري والد الشيخ -(الهادي سنوسي الزاهري)  - وأشار إلى المصلح المولود الزريبي .)) وقتها هاتفت الأستاذ عن هذه المعلومة القيّمة وعن مصدرها فلم يعطني جوابا صريحا ، مما جعلني أتساءل اليوم عن الميلاد الدقيق للزريبي .علما أن الجريدة التي تصله بدأت في الصدور في باريس عقب تأسيس جمعية العروى الوثقى سنة 1883حسب نفس المصدر نستنتج أن مترجمنا ازداد قبلها ب15-25 سنة على أقل ترجيح، أو أن الجريدة عمرت نفس السنوات المشار لهم سابقا . تحتاج هذه المسألة إلى جلاء من قبل المختصين .
      بهذه البيئة الصحراوية المناخ المحافظة على ما اكتسبت من تعاليم الإسلام الحنيف يتواجد كتاب لتحفيظ القران الكريم للفتية ويعمل على محو الأمية ، حفظ الفتى كتاب الله المبين  فتاقت نفسه الشغوفة للعلم  وطارت به أجنحته الصغيرتين فحطّ أول رحاله بقرية ليانة التي تبعد زهاء عشرة أميالا عن زريبة الوادي فتربع يزاحم أترابه من الطلبة في رحاب هذا الصرح الشبيه في تنظيمه ومنهجيته  بالكلية اليوم .
       ألا وهو العامر بأساتذة فطاحل من أمثال حامد النفطي – وسالم النفطي – وعلي بن ابراهيم العقبي والأستاذ القاضي الشهير علي بن ناجي الزاهري والأستاذ سي علي بلبوخاري (خليفة) والذي أصبح عميدا لهذا المعهد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائلات التي تتكون منها اليانة

الشيخ محمد السعيد الزاهري شاعر الجزائر المليّ الكبير .والكاتب بليغ البيان

الشيخ محمد الهادي سنوسي الزاهري