الطريق الى ليانة

[caption id="attachment_230" align="alignnone" width="248" caption="هذا المنظر لبلدة جلال ولاية خنشلة "][/caption]

        تبعد عن مدينة عنابة ب260 كلم  على جناح الطائر ، وعن مدينة خنشلة بزهاء 110 كلم . فلتنطلق من هذه  وبعد أن تصل إلى قرية  نسيغة على بعد 3 كم ، لا تنسى أن تتزود من ينبوعها العذب بقليل من الماء  البارد للشرب ، إن المنحدرات الوعرة التي تزيد أحيانا عن 100/10 في انتظارك بعد 10 كلم تجد حجرة الرسم كيف سميت لا نعرف ؟(إنها رسم العرشين : لعمامرة - المامشة )إلا أن الأمطار الغزيرة أحيانا تتوقف عندها وتعتبر رسما للمياه التي تتجه إلى الصحراء  وتلك التي تتجه شمالا لربى هذا هو السر 

[caption id="attachment_784" align="alignleft" width="307" caption="جبل عالي الناس غرب جنوب الأوراس"]

[/caption]

                                

ياعالي الناس واسينا *** وأرع الذمار، ولاتكن " كمسينا "


، بعدها تخترق قرية - عين جربوع - مارا بواد لحطيبة على مشارف بابار (باب الأسد) بها شارع رئيس . إتبعه إلى أن تصل مفرق طريقين إتجه دوما يمينا حذار السرعة ،بعد 16 د تستقبلك قرية فريجو المضيافة محطة الراجلين لعهد ليس ببعيد تلاصقها مدينة جديدة ظهرت في السبعينات أسمها :لمصارة  (ششار)عند مدخلها أتجه عن شمالك ثمّ يمينا عند المتفرق الدائري لألا تجد نفسك في واد بني بربار الغناء ببساتينه المتكون من قرية ششار العريقة ، والزاوية ، والعامرة ،والوندورة ،وصيّار المجاهدة القاهرة للرائد  الفرنسي بولحية ذا التاريخ الأسود بالمنطقة،   وأنت قريبا من منعرجات خطيرة- تسمى قبر جحا تلحظ غطاءا نباتيا من الحلفاء قد كسي معظم الهضاب على امتداد 15 ك م وبعد أن تصل قرية تافاسور الشهيدة تتراء لك عن شمالك مقبرة الشهداء لسوف يخامرك سؤال هل استشهد كامل ساكنيها خلال ثورة المليون شهيدا؟ بل عاشت معركة دامية طوال ثلاثة أيام ضد قوات المستعمر خلفت مئات الشهداء من جيش التحرير الوطني.

          واصل سترحب بك قرية جلال (العفة والطهر) ، حين يختنق الطريق، هنا عين جلال بها محطة للشواء اللذيذ،هل لا اكتشفت المباني وقد أنجزت على حافة القلعة،واصل تمتعك بتلك الجبال الشبيهة بجبال الكلورادو الأمريكية ، من هنا يبدأ جبل عالــــــــــي الناس في الشموخ شموخ أهله الأبطال محتظني الثورة بكل فخار قاهري الإستعمار .هذه الجبال كانت ودوما مصيف سكان المنطقة الحارة لعلوها المتميز وجوها المنعش والذي حفز شاعرنا الجنيدي مكي ذات يوم ليتغى ببهاء عالي الناس لك مقطع من القصيد : 

ياعالي الناس واسينا *** وأرع الذمار، ولاتكن " كمسينا "

ياعالي الناس واسينا *** وأرع الذمار، ولاتكن " كمسينا " 

بالطود فجر النسيم على *** قلب يكن به الدهر البراكين 

أم أنت "كالأم"في لين وفي كنف *** بوعدها ، وأباطيل تولّنا 

فلنترك النار للنيران تطفئها *** الداء للداء يبريه ويبرينا 

********* 

أخا السحاب ،أبا الهضاب قد بلغت *** أسباب فرعك في العليا تمكينا 

ماذا الشموخ لعالم الهواء فهل *** طاولت فرعون أم سابقت نيرونا 

رفعت عرشك عن سهل، وعن جبل** وسدّت للوحش ، العقبان تحصينا 

لواء مجدك خفاق على قمم*****سناؤها لعابد الأفق يدنينا 

بك الوكور،وأطيار مغردة ،***بك البروج بحسن الصنع تنبينا 

سلاسل ، ومراس في الصخور بدت ** يحكي تشعبها الرّقط الثّعابينا 

لا يدرك الفكر فحواها، ولا يقف**على حقيقتها إن رام تبيينا 

*********** 

إنّ الشتاء إذا ما جاء ألبسه *** غلالة من لجين تبهر العينا 

تفيض منها الأمجد أن خلقت *** ماء زلالا(بواد العرب )يروينا 

ذي منه أطلقت بالحمد ألسنة ، ***   فرتلت أية الّثنا مثّانيها 

إلى أن يقول : 

هذي الطبيعة أبرزت أناملها ***  صنعا بديعا يزيد الحسن تحسينا 

ما للحديد، وللنحت المخل بها ***  يد تحاول في الإتقان تفنينا 

*******

هي الريّاح وأداس الثلوج وتك *** ـرار الدهور يزيد الكون تكوينا

    بعدما تكتمل المنعرجات والمنحدرات الصعبة تودع واد المملوح. ويستقيم الدرب ،تقابلك الصحراء وأول بلدة تجدها هي خنقة سيدي ناجي منارة العلم في زمن ليس ببعيد إنها تنام في حضن خنقة واد العرب والتي وصفها شيخ المؤرخين الدكتور سعدالله بالقرية المدينة في  - زيارة إلى خنقة سيدي ناجي -  بتا ريخ:08/02/1980 جاء في هذه الزيارة ذكر ليانة: ((...وفي الطريق مررنا بإزاء مدينة سيدي عقبة وزريبة الوادي وبعض القرى الأخرى . ولم يبقى بيننا وبين ليانة سوى بضع كم. ...))هل لا تشم في مضمونه احتراما  وتقديرا لها. وأنا أقل لك إذا حللت بالخنقة،لن يبقى بينك وبين ليانة إلا 06 كلم فلا تتردد في زيارتها .