الى ليانة الحبيبة




       إن هذه الخاطرة التي عنونتها أعقاب صبها على وريقات في بداية المشوار كان ( ليانة من الذات إلى الذات ) رأيت أن رصدها وجمعها وبعثها إلى النور يكون إن شاءت إرادة المولى نبراس خير يعود عليها بالفائدة .                       

     وأثناء تناولها والإعداد لها أتيحت فرصة لبعضهم للإطلاع عليها وكذا ومن خلال بعض الصور الفوتوغرافية كنت أحتفظ بها للذكرى , وبعد قراءة متأنية , ولدت لديهم تلك الأسطر أحاسيس الأسى والحسرة ودغدغت ثناياهم هموم ليانة، فكتبوا أصداء صادقة زادتني تشجيعا،وأعتبرتها لبنات صلبة للموضوع إليك إياها كما وصلتني .   


( ليانة من الذات إلى الذات ) هي همسات لقلم عشـق البلدة، وأحب ثناياها وارتوى منها ارتواء رضيع من أمه، وجادت قريحته فكتب .......

      وأنا .......اليوم أكتب هذه الأسطر بدمي ودمعي على أرض عمّرها ذات يوم ناس،  وتوقف بها ركب ناس, ومروا كما لم يمروا ففاتوها منسية .  

      لما ننكر ونتنكر لبلدة أنجبتنا ,علمتنا , شربنا من ماءها ,واتخمنا من ثمرها وبلحها وخصوبة ثراها ,ورونقها بحلة النخيل الرائع المتعالي ... الشامخ شموخ كل معلم بها يسأل :عن الذين مروا وتركوها نسيا منسية ,وإلى متى تبقى ليانة تناجي من أبناءها الذين أعطتهم كل شيء أن يعطوها وقتا وقلما يحفظها من الزوال ... ويقيها ريح النسيان اللافح , وإن جحدوها فستبقى رغم الكل واقفة ترفض الرحيل .

     وبما أن الأخت شاعرة ذات أحاسيس رهيفة فجرت لديها خاطرة ليانة القريحة بعد أشهر ,فأنشدت أبيات هدية منها لليانة عنونتها :   ( لحظة بوح ) .  

     هذا النخيل يقول لي رحماك

     والرمل محموم بنار الشوق

     وجحافل الإبل غدت كسلانة

     لوحت كالولهان ,ما أظناك ؟

     ما حفك بالحزن يافتانه ؟

     نظرت إليّا والدموع غزار

     مكسورة بالعمق ,بل حيرانة

     أين الذين سقيتهم من مائي

     فاتوا رمالي  يا أخي عطشانة

     إن تسألوني من هي ياصحبي ؟

     إن التي سكنت بصدري ليانــــــــــــــة

                  الشاعرة: سامية بوطابية - عنابة  —البوني

                    اعتراف  ثاني لطالبة حديثة العهد بالتخرج من معهد الآداب ننقل عنها مالي تحت عنوان ( فقرة قصيرة من الآنسة كريمة إلى اليانة الحبيبة ) :

( لقد ترك ماضي اليانة بصماته في الحياة الإنسانية بعامة ,وحياة الأدباء بخاصة ,بما يضفيه من أبعاد فكرية وجمالية كظاهرة أو كظواهر مادية وروحية متنوعة ومتعددة الجوانب مع الوعي التام بحقيقتها وأبعادها ,ومن ثم ّ فاليـانة هي التاريخ والشخصية والدائرة التي تلون أجيال الأمة الواحدة بألوانها , فهي ليست تراكم خبرات ومعارف ولكنها إعتراف بوجودها التاريخي لكيانها وموقعها في حياتنا ).

الإعتراف الثالث :

 ننقله عن أحدهم قد تساءل في أبيات شعرية جادت بها قريحته بعد أن قرأ الخاطرة

اليـــــــانة من أنت ؟ وماذا إقترفتي؟                        

  موطن بني الأسود بالأمس أنت   

   وجنة الله فوق الأٍرض كنت

   وموطن العلماء ورجال الدين أنت

   من شرفوك يا أرض الأجداد أنت

   عمروك أحسن خلق الله

   من صلاح وعلماء بالطين سكنت

   لتصبحي بين يوم وليلة

   خاوية على عروشك كما لو كنت

   أهو أمر الله شاء فرق أهلك  

   أو دعوة داع على فراق الأحبة أصبحت

   لكني سأقولها قولة حق 

   إن دام الحال من المحال ولو بملايير البشر عمرت

   غير أني واثق وهذا ما علمتنيه الحياة 

  إن حنين القلب للبيت الأول أنت

   سأزورك وهذا وعد مني  

   سأرتوي من ماءك إن شئت 

   الــيـــانــــــــــــــــة من أنت ؟


تعليقات

‏قال شرف الدين صديق…
شكرا على المبادرة بإنشاء هذا الموقع لابراز اليانة للاجيال و حفظ تاريخها المجيد .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العائلات التي تتكون منها اليانة

الشيخ محمد السعيد الزاهري شاعر الجزائر المليّ الكبير .والكاتب بليغ البيان

الشيخ محمد الهادي سنوسي الزاهري